هذه القصة عن مرض الانفصام و طبعا مش الي لاني الحمد لله سبحانه و تعالى بكامل قواي العقلية و الجسدية على ما أظن :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أتوجه برسالتي إليكم، وأنا في غاية القلق والحيرة.. ليس لأمري، ولكن لأمر صديقي الذي يبلغ من العمر 19 عاما.. وأقدم إليكم مشكلته باختصار..
كان صديقي في العام الماضي طالبا في الثانوية العامة، وكانت الأمور كلها تسير على ما يرام، ولكن عند اقتراب الامتحانات النهائية للنصف الأول تغير حاله، لاحظنا أنه ابتعد عن الدراسة.. أصبح كثير التفكير وشاردا طوال الوقت.. وكان يحكي لنا الكثير من القصص والحكايات الغريبة التي تحدث له كل يوم..
من هذه الحكايات مثلا، أن الشرطة تراقبه في كل مكان.. وأن صورته نزلت في إحدى الجرائد، وغيرها من هذا النوع من الحكايات.. كنا لا نصدقه، ولكن كان يحلف ويؤكد أيمانه.. بدأنا نصدقه.. إلى أن أتى يوما وأخبرنا بأنه قام بسب الأستاذ في المدرسة.. وأيضا قام بسب أستاذ آخر في السوق.. فذهب والدي إلى المدرسة كي يستفسر عن الأمر.. فوجد أن جميع المدرسين يثنون عليه، ولكن لفت نظرهم هدوؤه الزائد في المدرسة..
وأتى أول يوم في الامتحانات النهائية.. وهنا كانت الكارثة الكبرى، لم يستطيع أخي المذاكرة من كثرة الأفكار التي تراوده، ذهب إلى الاختبار وعاد في حالة يرثى لها.. زادت حكاياته الغريبة التي يحكيها.. فذهب إلى الطبيب النفسي، وهنا كانت المفاجئة الكبرى، حيث أخبرنا الطبيب بأن أخي يعانى من انفصام في الشخصية، ولكن طمأننا وقال: إن هذه الحالة تصيب الكثير في مرحلة الثانوية العامة، وأنها فترة وستنتهي..
واستمر أخي على العلاج حتى هذه اللحظة، وهو الآن في أحسن حال في حالة أخذه للدواء، أما إذا انقطع عن الدواء لمدة 4 أو 5 أيام - بدون علمنا طبعا - تبدأ الحالة الأولى في الظهور..
السؤال هنا: هل مرض الانفصام مرض مزمن؟
وهل صحيح هذه الحالة منتشرة في كثير من الذكور في هذه المرحلة؟
وكم تستغرق مدة علاجه؟
فأخي ترك الدراسة في العام الماضي، وعاد هذه السنة ونجح بتفوق في الفصل الماضي، والحمد لله..
عذرا على الإطالة.. ولكني في غاية القلق على صديقي فأرجوكم أن تردوا علينا في أسرع وقت.. وشكرا
الاجابة :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الاسم الصحيح للحالة هو "اضطراب الفصام العقلي"، وليس كما يسميه البعض "انفصام الشخصية"؛ وذلك لأن هذا الاضطراب لا يؤثر على الشخصية، وإنما يؤثر أولاً على التفكير، وعلى العاطفة والسلوك أيضاً.
وهو مرض معروف، وتبلغ نسبة حدوثه 1%، وله أشكال متعددة، ويصيب الجنسين بنسبة 1%، ويبدأ حدوثه من سن المراهقة 14 سنة إلى سن الرجولة 45 سنة، حيث يندر حدوثه بعد ذلك، وهو مرض نفسي شديد مزمن، ويمكن الوصول بالعلاج إلى التحسن واستقرار الحالة، إلا أن الانتكاسة قد تحدث في بعض الحالات، خاصة عند عدم تعاون الأهل في إعطاء المريض العلاج، أو إساءة معاملة المريض، أو إهماله دون متابعة طبية.
والأدوية المستخدمة هي مضادات الذهان لفترات طويلة جداً، وفي بعض الأحيان قد يضطر الطبيب لوصفها في استخدامها طوال العمر.