بسم الله الرحمن الرحيم
ما أشد حبه لنا
تلا النبى صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى فى ابراهيم( رب انهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فانه منى و من عصانى فانك غفور رحيم ) (ابراهيم :36)
و قول عيسى(ان تعذبهم فانهم عبادك و ان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم ) (المائدة :118)
فرفع يديه و قال: اللهم أمتى أمتى و بكى , فقال الله عز و جل :يا جبريل اذهب الى محمد فسله: ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله, فأخبره النبى صلى الله عليه وسلم بما قال و هو أعلم , فقال الله تعالى :يا جبريل .. أذهب الى محمد , فقل : انا سنرضيك فى أمتك و لا نسوؤك. صحيح
وثيقة حبه وقعها بالدم
ففى الطائف : وقف المشركون له صفين على طريقه , فلمّا مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفين جعل لا يرفع رجليه و لا يضعهما الا رضخوها بالحجارة حتىأدموا رجليه.
و مع عامر بن صعصعة : يعرض النبى صلى الله عليه وسلم عليهم الاسلام و يطلب منهم النصرة , فيجيبونه الى طلبه, و بينما هو معهم اذ أتاهمبيحرة بن فراس القشيرى, فأثناهم عن اجابتهم له ثم أقبل على النبى صلى الله عليه وسلم فقال : قم فالحق بقومك , فوالله لولا أنك عند قومى لضربت عنقك.
فقام النبى صلى الله عليه وسلم الى ناقته فركبها فغمزها بيحرة فألقت النبى صلى الله عليه وسلم من على ظهرها .
تصور حالته صلى الله عليه وسلم و قد قرب على الخمسين من عمره و يسقط من ظهر الناقه و يتلوى من شدة الام على الارض , و الارتفاع ليس بسيطا , انه يسقط على بطنه من على مترين و نصف.
بينما النبى صلى الله عليه وسلم فى حجر الكعبه اذ أقبل عليه عقبة بن أبى معيط فوضع ثوبه على عنقه , فخنقه خنقا شديدا , فأقبلأبو بكر رضى الله عنه حتى أخذ بمنكبه و دفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال : (أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله ) (غافر :28)
و غير ذلك : يوض عسلا الجزورعلى كتفيه صلى الله عليه وسلم و هو ساجد , و ينثر سفيه من سفهاء قريش على رأسه التراب , ويتفل شقى من الاشقياء فى وجهه صلى الله عليه و سلم .....
صبر صلى الله عليه وسلم على ذلك كله لانه يحبنا ..أوذى و ضرب و عذب...أتهم بالسحر و الكهانة و الجنون...قتلوا أصحابه..بل و حاولوا قتله و صبر على كل ذلك كى يستنقذنا من العذاب و يهدينا رقابنا من النار..
و بعد كل هذا البذل و التعب؟!! نهجر سنته, و نقتدى بغيره, و نستبدل هدى غيره بهديه!! يا ويحنا..و قد أحّبنا و ضحى من أجلنا لينقذنا , و دعانا الى حبه . لا لننفعه فى شئ بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟! و حبنا له ؟! بأى وجه سنلقاه على الحوض ؟! بأى عمل نرجى شفاعته؟! بأى طاعة نأمل مقابلته فى الفردوس؟!..
اللهم نرجوك الصلاة على هادينا و حبيبنا محمد (صلى الله عليه و سلم ) .